تولد الرغبة الجنسية مع الطفل ويتطور نموها مع نموه وينبهها الهدف الذي يسعى إليه لتستوفي فيه الرغبة الجنسية. وأرقى مدارج تطورها أن يكون هدفها الجنسي المغاير والجاذبية التي تجذب كلا الجنسين لبعضهما وهي جسمانية وذهنية وعائلية أي الغرض منها تكوين عش وأسرة وعادة تكون العوامل الثلاثة مجتمعة إلا في أحوال المرض أو الشذوذ.
ويختلف تطور الرغبة الجنسية ويختلف الهدف تبعاً لهذا التطور. فهدف الطفل في أول حياته أبوه وأمه ولغاية أربع سنوات أو خمس هدفه ذاته، ولغاية عشر سن عشر سنوات أو إحدى عشرة سنة يكون كامناً أو متعادلاً وحتى البلوغ يكون الجنس المماثل. وبعده يكون الجنس المغاير وهذا هو سير الجاذبية الجنسية من أول الحياة حتى سن البلوغ وتختلف قوتها باختلاف الناس.
ثم انه لا يوجد حب بغير هدف يحصل منه الشخص على اللذة الجنسية. والحب واللذة الجنسية لا يتضادان فالأخيرة جزء منه لأنه لا يوجد حب بغير عواطف وانفعالات وشعور ونزوع وأفكار وتخيلات وكل هذه مجتمعة تكوّن الحب.
والمشاهد أن كل من يحب تشغل عقله الأفكار الجنسية ويشعر بوطأتها ولذلك يخفف هذه الوطأة الاجتماع بالسيدات والفتيات وليس من شك أن تنبيه الهدف للرغبة الجنسية ضروري لإزالة العقبات ومتاعب العمل.
نلاحظ أن بعض الناس سوداويون والبعض باردون وهذا يؤدي بنا إلى السؤال عن الطبيعي في الجنس. وكذلك عن الجوانب الجسمانية والفسيولوجية والنفسية وأن الجنس يتدرج في سلوكه حتى يصل إلى الهدف الطبيعي وهو أعضاء تناسل الجنس المغاير. وقد درج الإنسان على ذلك منذ خلق آدم (عليه السلام).
وأي شذوذ عن هذه الغاية انحراف عن الطبيعي فهو حينئذٍ غير طبيعي بل مرضي في معظم الأحوال ولا يمكن القول أن بعض حالات حب الجنس المماثل في الذكور طبيعي لأن الشرج هدف جنسي طبيعي لمريديه وهذا مثله كمثل من يقول إن العمى والبكم والصمم ليس بعاهة ما دام الشخص قد يولد أبكم أو أصم أو أعمى، مع أن العمى أو البكم والصمم تنقص من كفاية الشخص الطبيعية. وتُعالج هذه الحالات خاص لتعويض هذا النقص ولكي لا يشعر أصحابها بوطأة هذه العاهات وبهذا يهدم الادعاء بأن الشرج هدف طبيعي.
وأما القول بأن اللواط مثلاً أقل ضرراً من الزنا لأنه لا حمل فيه ولا مولود غير شرعي فقول مردود على أصحابه لأنه منذ بدء الخليقة والذكر يقتنص الأنثى لاستيفاء رغبته الجنسية لأن الله خلقها لهذا الغرض للإكثار من النسل ولم يكن في سالف العصر عقود زواج. فمخالفة قوانين الطبيعة وإرادة الله باقتراف جريمة أخرى لاحتمال حدوث خطيئة الاتصال الجنسي غير المشروع لا يتفق والمنطق وفيه محاولة لاستئناث الرجال واسترجال النساء ويحض على الرذيلة ولا يمكن لعاقل أن يقولا بدفع رذيلة بأخرى أحطّ منها وأقذر. ومع ذلك قلّ أن تجد شذوذ جنسي بغير مرض عصبي نفسي.
ثم إن انتشار الشذوذ الجنسي أو مبدأ تحبيذه يؤثر في المستوى الخلقي ويجعله أمراً مألوفاً فيقل النسل وتنقرض الذرية