لقد فرضت الظروف الاجتماعية منذ تاريخ بعيد أن تكون المرأة جسدا فحسب وساعد ذلك على اندثار نفسها وعقلها في طي النسيان , وجهل الناس بمرور الزمن ان المرأة يمكن ان يكون لها نفس وعقل كنفس الرجل وعقله .
وقد قال كينيث ووكر : ( ( ان جهل الرجل بالمرأة لا يعني جهله بجسم المرأة ورغباتها والوظائف الفيسيولوجية للجنس فحسب , ولكنه يعني ايضا الجهل بما هو أهم وأخطر .ذلك هو الفهم الانساني للمرأة كانسان مثله تماما .))
ولا شك أن تلك المحظورات والقيود التي فرضها المجتمع على المرأة بالذات على أعضائها التناسلية (لاسباب سأورد ذكرها فيما بعد ) قد ساعد على تشويه معنى العلاقة الجنسية وارتبطت بلأذهان بالاثم والخطيئة والنجاسة , وغير ذلك من التعبيرات المعيبة , التي جعلت الناس يخشون الحديث عن الجنس والاعضاء االجنسية , وبالتالي أصبحوا يجهلون عنه وعنها الكثير.
والجهل هنا لا يعني غياب المعلومات لكن ترويج المعلومات الخاطئة أكثر أنواع الجهل . وقد يكون من الأفضل للانسان أن يواجه الحياة بلا معلومات على الاطلاق على أن يواجهها بمعلومات خاطئة تفسد فطرته وذكاءه الطبيعي .
وقد انتشرت المعلومات الخاطئة عن الجنس والاعضاء الجنسية بسبب التكتم او السرية التي تحاط بها شانها بذلك شان الاشاعات التي تروج في الخفاء ويتهامس بها الناس سرا فاذا بالحقائق تسقط من الافواه حقيقة بعد حقيقة ومن فم الى فم .
*****************
بالرغم من أن جسد المرأة كان اكثر حظا من نفسها وعقلها وانه لم يتعرض لذلك الانكار الذي تعرضا له الا ان المجتمع لم يترك جسد المرأة على حالته الطبيعية .
ان الفكرة التي شاعت خطأ منذ التاريخ البعيد أن الرجل سيد المرأة وانها ليست الا أداة لامتاعه ووعاء لاطفاله قد اباحت للمجتمع ان يستاصل من جسد المرأة ما يشاء ويهمل ما يشاء لتصبح المرأة مجرد الرحم الذي ينجب الاطفال.
وخيم الظلام والاهمال على اعضاء المرأة التي لا تلعب دورا في عملية الانجاب والولادة . بل ان بعض هذه الاعضاء كانت تستاصل من جسد المرأة تماما, وبالذات تلك الاعضاء التناسلية الحساسة لمتعة الجنس .
وكم من رجل عاش مع امرأة سنوات وسنوات ومارس معها الجنس وانجب عشرات الاطفال ثم مات دون ان يعرف أن هذه المرأة تتحوي في جسمها على اعضاء تناسلية اخرى غير ذلك المهبل الذي عرفه عن طريق علاقته الجنسية بها والرحم الذي حملت فيه اطفاله ودون ان يعرف ان هذا المهبل وهذا الرحم اقل اعضاء المرأة التناسلية احساسا بالجنس لان وظيفتهما الاساسية ليست الجنس وانما الحمل والولادة .
ولا شك أن (( البظر)) ( عضو المراة التناسلي الخارجي ) هو أكثر أعضاء المرأة حظا من الجهل والتجاهل والاهمال وفي بعض الاحيان ينظر اليه المجتمع نظرة عداء ويستاصله بالمشرط كما تستاصل لزائدة الدودية .
والبظر في جسم المرأة ليس زائدة دودية بل انه العضو الاساسي الذي عن طريقه تعرف المراة لذة الجنس . فالبظر (شأن عضو التذكير في الرجل ) يتميز بأنه العضو الوحيد الذي يشمل على انسجة قابلة للانتصاب أثناء الاثارة الجنسية وعلى أكثر الاعصاب حساسية بلذة الجنس وهو الذي يقود العملية الجنسية من أولها الى أخرها , وبدونه لا تصل المرأة الى قمة اللذة التي يصاحبها الانزال وتنتهي به العملية الجنسية .
ويتشابع البظر مع عضو التذكير عند الرجل في شكله وتكونيه وشدة حساسيته واهمية دوره في الجنس ولا عجب في ذلك ولا غرابة فأصلهما واحد في الجنسين والخلايا التي تصنع البظر هي نفسها الخلايا التي تصنع عضو التذكير . لكن الذي يحد خلال تطور الجنين أن البظر في الأنثى يتوقف عن النمو في مرحلة م نالمراحل وأن عضو الذكر يستمر في النمو فترة أطول .
لكن المجتمع وقد قرر لأسباب اقتصادية أن دورة المراة الوحيد في الحياة هو الانجاب وخدمة الزوج والاولاد فقد رأى حرمان المرأة من اللذة الجنسية التي قد تشغلها عن الدور الذي رسمه المجتمع لها .
وقد نتج عن هذا جهل الرجل بظر المرأة وتجاهله ولم يعرف الا المهبل لانه الاداة الوحيدة لامتاعه .
وتصور الرجل بسبب الجهل انه مادام يصل هو الى قمة اللذة عن طريق مهبل المرأة فلا بد أن المراة تصل ايضا الى قمة اللذة عن طريق المهبل . وبسبب الانانية لم يستطع الرجل أن يكتشف خطأه ويتعرف على الطريق الذي يمكن أن يصل بالمرأة الى اللذة .
وتصور بعض الرجال أن عنق الرحم ( وهو الجزء السفلي من الرحم الذي يسد فتحة المهبل العلوية ) هو أكثر اعضاء المرأة احساسا بالجنس ويظنون أن عضو الرجل اذا لامس هذا العنق أثناء العملية الجنسية فان ذلك أكبر مؤثر من حيث بلوغ المرأة قمة اللذة . ومن هنا جاء الاعتقاد بأن حجم عضو الرجل عنصر هام في الكفاءة الجنسية , وان الرجل الأقوى جنسيا هو صاحب العضو الأكبر أو الأطول , لان مثل هذا الطول كفيل بالوصول الى عنق الرحم .
ولا يدري هؤلاء الرجال أن حجم العضو لا يدل بحال على الكفاءة الجنسية الا عند الرجل , وان عنق الرحم ليس أكثر أعضاء المراة احساسا بالجنس كما يظنون , بل انه أقل اعضاء المرأة احساسا بالجنس والحقيقة ان عنق الرحم لا يحس شيئا على الطلاق , ولا الجنس , ولا الللذة , ولا الالم , وان كان اشد انواع الالم كالذي ينتج عن الكي بالنار او الكهرباء . والدليل على ذلك أن المراة عندما تصاب بقرحة في عنق الرحم وتذهب الى طبيب فانه يعالجها بالكي الكهربائي لعنق الرحم دون أن يعطيها أي مخدر ودون أن تشعر باي الم . !
وقد حرمت الطبيعة عنق الرحم من الاحساس حتى لا تموت المرأة من الالم حين يمر رأس الطفل المولود من فتحة ذلك العنق الضيق . فالمعروف أن عنق الرحم والمهبل يصنعان القناة التي يولد منها الطفل وأنه لا بد لهذين العضوين أن يتمددا ويتوسعا ليهبط الطفل بغير ألم او بألم بسيط تتحمله الأم الطبيعية . لقد خلق الرحم واملهبل ليخدما الولادة وليس الجنس .