عندما يصل الشاب إلى سن البلوغ تحدث له تغيرات عضوية ونفسية فيلاحظ مثلاً تغيراً ملموساً في تكوين الجهاز التناسلي، فيكبر حجم العضو ويغزر شعر العانة. ويزداد حجم الخصيتين وتبدأ خصائص الرجولة في الظهور بزيادة نمو شعر الذقن وظهور الشاربين، ويخشن الصوت وتصاحب هذه التغيرات العضوية اتجاهات نفسية متعددة حيث تتغير نظرة الشاب نحو الجنس الآخر.
كما تتغير معاملة الشاب للفتاة تغيراً يختلف عما كان عليه قبل سن البلوغ. والحقيقة أن الشاب في مجتمعنا يعاني من مشاكل جنسية كثيرة يفرضها عليه المجتمع وقد تؤثر على صحته وتفكيره، وإذا لم توضح له فقد تؤدي إلى أضرار بالغة، ولعل من أهم هذه المشاكل الاحتلام الذي يحدث لا إرادياً. وهي عملية فسيولوجية يجب أن تحصل لكل شاب وفي حدود المعقول بمعدل مرة كل أسبوع مثلاً، وقد تزداد مرات حدوثها أكثر من ذلك إذا كان الشاب يفكر في الجنس بصفة مستمرة أو إذا كان مرهقاً ذهنياً. وفي هذه الحالة يستحسن أن يشرح الطبيب للشاب طبيعة هذه العملية وحتمية حدوثها في هذه السن حيث يتخلص الجسم من بعض الإفرازات وعندئذ لا يكون هناك ضرر منها.
ولكن في حالات كثيرة يشكو الشاب من حدوث آلام عند عملية القذف قد توقظه من نومه وتقطع عليه حلمه الجميل وقد يستمر هذا الألم لمدة ساعات قليلة أو قد يمتد لمدة يوم أو يومين بعد عملية الاحتلام. وفي حالات أخرى قد يصاحب الاحتلام نزول نقط قليلة من الدم، حيث يلاحظ الشاب ذلك في ملابسه الداخلية وعندئذٍ يجب على الشاب أن يستشير طبيبه في الحال، فقد يكون سبب هذه الآلام وجود التهاب بالبروستاتا أو الحويصلات المنوية.
وعموماً قد يكون سبب الدم الإصابة بالبلهارسيا أو مرض الدرن أو قد يكون عبارة عن احتقان بسيط في الجهاز التناسلي. وعموماً يمكن الإقلال من عملية الاحتلام إذا حاول الشاب ألا يفكر كثيراً في الجنس وإذا ابتعد عن مشاهدة الأفلام الإباحية وما أكثرها هذه الأيام. كذلك يجب أن يمتنع عن قراءة القصص الجنسية عند النوم مع عدم تناول الأطعمة الحريفة التي تسبب احتقان البروستاتا وبالتالي كثرة الاحتلام وكذلك الأطعمة الدسمة التي تحتوي مركبات الفسفور وغيره مثل السمك.
وهناك مشكلة أخرى هامة يعاني منها الشاب وتكثر الشكوى من حدوثها، وهي نزول مادة بيضاء بعد الانتهاء من التبول أو عند التبرز، وهذه الحالة يشكو منها معظم الشباب في الحقيقة. ويجب أن نوضح هنا أن نزول هذه المادة لا ضرر منه إطلاقاً فهي لا تعدو كونها من إفراز غدة البروستاتا والحويصلات المنوية المختزنة طول الليل والتي تنتج عن التفكير بالجنس طوال اليوم. وبخاصة إذا كان الشاب لا يمارس الجنس فعندئذٍ لا بد أن يخرج الإفراز من الجسم عند التبول أو التبرز. ولو أخذنا عينة من هذا الإفراز وفحصناها تحت المجهر فسنجد أنها تحتوي على كمية كبيرة من الحيوانات المنوية وبعض خلايا نسيجية لا قيمة لها. لذلك يجب ألا يكون هذا الإفراز من دواعي إزعاج الشاب فلا ضرر منه وسوف يختفي تماماً بعد الزواج.
كما تبرز شكوى أخرى أيضاً في سن الشباب تتمثل في نزول مادة شفافة لزجة مطاطة عند التهيج الجنسي أو عند التفكير في الجنس، أو قد تحدث عند ملامسة الجنس الآخر وهنا يجب أن يكون معلوماً لدى الشباب أن نزول هذا السائل هو أمر طبيعي. إذ ينتج من غدتين موجودتين بداخل فتحة قناة مجرى البول، ولو فتحنا هذه القناة لشاهدنا هاتين الغدتين كرأس الدبوس، وهذا السائل يساعد على حدوث العملية الجنسية بسهولة لأنه يعتبر مادة زيتية تسهل بواسطتها عملية الاحتكاك.
ومن ناحية أخرى يشكو بعض الشبان من صغر حجم الأعضاء التناسلية، ويلاحظ ترددهم على العيادات العامة والخاصة من أجل هذه الحالة. وعموماً فإن الأعضاء التناسلية ونقصد بها القضيب والخصيتين ليس لهما مقاس معين ويختلفان من رجل لآخر وتتحكم في حجمهما عوامل كثيرة.
الجدير بالذكر أن نمو الأعضاء التناسلية مرتبط بزيادة نمو الجسم نفسه، والذي يستمر حتى سن الثانية والعشرين، عندها يكتمل نمو الجهاز التناسلي. لذلك إذا كان الذكر قد بلغ هذا العمر فإن هذه الحالة لا يجدي معها العلاج وإذا طلبت المشورة قبل هذه السن فإن العلاج قد يجدي ويفيد.
ولكن يجب أن يعرف الشاب أن العضو الطبيعي يكون طوله وهو منتصب 11 سم أو أكثر، أما إذا قل عن هذا الطول فإنه يكون غير طبيعي، مع هذا لا بد من التوضيح أن طول أو قصر العضو ليس لهما علاقة وثيقة بالعملية الجنسية، بل إن دورهما يكون مساعداً فقط. فالعمل الأصلي للعضو هو توصيل السائل المنوي إلى الأنثى. لذلك يجب على الشاب ألا يفكر طويلاً في هذا الموضوع وعلى كل شاب حتى يطمئن أن يقيس طول عضوه ويتأكد من انه طبيعي وسليم. وعليه أن يعلم أيضاً أنه لا يوجد إلى الآن أي علاج لزيادة طول العضو بعد سن الثانية والعشرين.
ولعل المشكلة الأخطر التي يعاني منها الشباب في كل مكان هي العادة السرية، ولهذه العادة مضار كثيرة، أهمها: احتقان الجهاز التناسلي، التهاب الأعضاء التناسلية، سرعة القذف التي تصيب نسبة كبيرة من الرجال حتى بعد الزواج، الضعف الجنسي الكامل. لذلك لا بد من الإقلاع عنها أو الإقلال من فترات ممارستها